هل بدأت الفتنة من إمارة الشمال لتقسيم الجيش
د.نسيب حطيط
بناء على شعار"لن نبقى صامتين"على مايجري في سوريا،وبعد صلاة"التراويح "اطلق نائب " ثورة الارز"،صرخته ضد الجيش اللبناني واصفا ايّاه "بالمحتل" كما الجيش الإسرائيلي ، و ممارساته بالكيدية و الاستنسابية،ومتطاولا على قائد الجيش كشخص "فاشل"، داعيا ابنائه واخوته من "جماعته" المذهبية و السياسة ،للتمرد مقدمة لمقاومته، حفظا لحقوق تياره و حلفائه ،مؤكدا انه لن يعتذر ،وان تصريحه ليس إنفعاليا بل موقف سياسي ،كلف الإعلان عنه ، ليهدد بتقسيم الجيش والكيان،وهذا يؤشر لما يحضرمن مشاريع خطيرة للبنان بتخطيط اميركي وتنفيذ بعض اللبنانيين بمساعدة اجهزة المخابرات المتعددة الجنسيات العربية و الدولية المقيمة في لبنان.
ونتساءل ماهي دوافع النائب الثوري لتصريحاته الفتنوية و ماهي الاجراءات القانونية ضد هذا النائب وافعاله؟!
ان القراءة الاولية لإنفعالات النائب وتياره ضد الجيش قد بدأت مع الاحداث السورية خاصة في المناطق الشمالية ،في وادي خالد(اللبنانية) وتل كلخ(السورية) عندما منع الجيش تسلل المسلحين الى سوريا، ومنع قيام قاعدة دعم لهم ،تحت عنوان رعاية المهجرين ، وكذلك قضية تهريب السلاح من مارينا سوليدير من قبل مخابرات الجيش،والتي تم إغلاقها بسرعة واطلاق المتهمين،والقاء القبض على المخبر من الجيش عقابا له، وتم تسهيل فرار بعض سجناء فتح الاسلام من سجن رومية للمرة الرابعة او الخامسة ضمن خطة منهجية لعمليات فرار جديدة.
لقد قاتل الجيش اللبناني منظمة فتح الاسلام ،وسقط له مئات الشهداء و الجرحى،فاذا كانت فتح الاسلام صناعة سورية كما تدعي قوى 14 آذار،فعليها ان تكافىء الجيش و تسانده،لا ان تعتدي عليه وتشتمه وتصف قائده بالفاشل ومخابراته"بالشبيحة" و هو التعبير الذي تستخدمه الفضائيات و المعارضة السورية ضد الاجهزة الامنية السورية،و الظاهر ان فتح الاسلام هي صناعة اميركية برعاية محلية ،يسارع حماتها للانقضاض على الجيش الذي حمى مظاهراتهم قبل اسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد الجهاز الامني اللبناني- السوري كما يدعون.
هل ان الهجوم على الجيش خطوة استباقية لتقييده لتسهيل مايخطط له من فتن مذهبية في لبنان، كان ضحيتها الشيخ بسام المحمود في عكار ؟ بعدما عجز القرار الاتهامي عن اشعالها،والعمل لإستيلاد الفتنة مهما كان الثمن ولو عبر تقسيم الجيش كما حصل عام 1975 لتسهيل قيام الكانتونات المذهبية ،واساسها الإمارة السلفية الأمنية في الشمال، كمحطة الزامية للعبور الى الدولة..؟والتي تريدها ثورة الارزكمنتج أميركي -غربي متصالحة مع "الجارة" اسرائيل ومعادية لسوريا وايران وحركات المقاومة لتسهيل التوطين ؟
اذا تقاعست الاجهزة المعنية العسكرية و القانونية عن معاقبة مطلقي التصريحات ورعاتهم، فسنكون على مشارف الفتنة القادمة، وإذا سكت الجيش عن الاهانة، فما الذي سيمنع اطرافا اخرى، للتطاول عليه وإسقاط هيبته و مناعته.
واذا كانت القوى السياسية حريصة على الجيش لحفظ السلم الاهلي عليها ان لاتنسى بأنه الجيش العربي الوحيد منذ حرب 1973 الذي لايزال يطلق النار بإتجاه اسرائيل ويقتل جنودها كما تقتل جنوده ؟ فلماذا يترك الجيش وحيدا ، ليشتمه صغار الناس من نواب "الصدفة "او يقتله المسلحون السلفيون ؟
فليبادر القضاء لتطبيق القوانين، ، ولتبادر قيادة الجيش لوضع الجميع امام مسؤولياتهم ،ولتبادر القوى السياسية الوطنية و المراجع الروحية لنصرة الجيش،لأن البعض يريد إسقاط المنظومة الثلاثية (الجيش والشعب والمقاومة) وقد بدأت بالجيش لظنها بأنه الحلقة الأضعف وفق اعتقادها وعجزها عن إسقاط المقاومة ؟
فليحاسب كل متطاول على الجيش و الأمن و الاستقرار ،وإذا خضعت قضية العقاب والمحاسبة ، لحسابات طائفية او مذهبية او سياسية ،فعلى لبنان السلام ،و ليستعد اللبنانيون لحرب داخلية جديدة ،بديلة عن الحرب الاسرائيلية .. إذا لم يطفأوا الفتنة قبل اشتعالها...
؟